مَن هو المحلل المالي وما هو المهام التي يقوم بها؟

ترجمة المقال:

سمير ع.

المحلل المالي هو الشخص المسؤول عن إدارة مختلف الشؤون المالية لحساب الغير. وقد يميل بعض المحللين إلى العمل كمستشارين في مجال الاستثمار سواء لحسابهم الشخصي أو لصالح إحدى شركات الوساطة. وقد يصل الأمر إلى إدارة محافظ مالية تحوي ملايين الدولارات، وذلك اعتمادًا على مقدار الثروة وحجم العملاء. وثمة فئة أخرى من المحللين الماليين الذين يقدمون خدماتهم للمصارف وشركات التأمين من أجل ضمان استمرار تحقيق الأرباح للمؤسسة والتأكد من الاحتفاظ بالتدفق النقدي الإيجابي حتى في حالة التخلف عن سداد القروض أو دفع المستحقات للعملاء. وهناك محللون آخرون متخصصون في مجال الدمج والاستحواذ؛ حيث إنهم يقومون بتحديد الربحية الناجمة عن الجمع بين أصول شركتين في عملية الاندماج أو الناجمة عن قيام إحدى الشركات بشراء شركة أخرى في عملية الاستحواذ.

ما هي وظيفة ومهام المحلل المالي؟

يقوم المحلل المالي بتقييم الوضع المالي وتقديم التقارير المفيدة، سواء كانت خطية أو شفهية، المتعلقة بتوصياتهم. وفضلاً عن ذلك، فإنهم يقومون برصد وتحليل البيانات المتاحة مثل الاتجاهات الصناعية والاقتصادية والتنبؤ بمدى جدوى الاتجاهات الحالية في تحقيق الربحية المستقبلية المحتملة، وتحديد القيمة السوقية العادلة لبيع أسهم الشركات وتقديم التوصيات بشأن الإجراءات اللازمة للشركات أو المستثمرين الذين يعملون لحسابهم.

ومن ناحية أخرى، قد يميل بعض المحللين الماليين إلى تقديم الدعم إلى قطاع الصناعات “الخضراء” المتنامي. ومن الممكن أن تشتمل مهام هذه الفئة من المحللين على تقييم حالة مبنى شاغر لمعرفة مدى الجدوى من ترميمه وتحديثه. وقد يحللون أيضًا تكاليف ومزايا تضمين التقنيات الخضراء في أعمال البناء الجديدة. وربما يشارك المحلل المالي كذلك في توفير رأس المال الاستثماري للشركات الناشئة العاملة في قطاع الصناعات الخضراء. لذلك، لا عجب في أن تشتمل وظيفتهم أيضًا على مهام رصد وتحليل بيانات تغيُّر المناخ أو بيانات المياه النظيفة من أجل احتساب معدلات العرض والطلب؛ وذلك من أجل الوقوف على جدوى الاستثمار في مجال حقوق المياه والطاقة المستقبلية والسلع الأخرى القابلة للتداول في إطار الصناعات الخضراء.

يتميز المحللون الماليون الناجحون بفكر نقدي رائع؛ حيث إنهم يستطيعون أن يحددوا بشكل منطقي المسار الأفضل للإجراء المتعلق بالاستثمار المحتمل. لذلك ينبغي لهؤلاء امتلاك القدرة الدائمة على التعلم والتحلي بالمثابرة والاجتهاد من أجل مواكبة ظروف السوق باستمرار والإلمام الدائم بأحدث التقنيات المستخدمة واكتساب القدرة على التنبؤ بالنتائج طويلة المدى لقراراتهم الصادرة بشأن الاستثمار. وثمة مهارات أساسية أخرى ينبغي للمحلل أن يتحلى بها مثل القدرة على تحديد المشاكل المحتملة التي قد تعترض خياراته الاستثمارية والاختيار بين البحث عن حل مجدٍ لتلك المشاكل أو الانسحاب واستبعاد الفرصة. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتوفر لديه مهارات اتصال ممتازة والقدرة على استخلاص قدر كبير من المعلومات المعقدة وتبسيطها وبلورتها في عروض تقديمية واضحة وموجزة ما يتيح للمحلل إمكانية توصيل فرصه الاستثمارية بطريقة تشجع العملاء على الخوض فيها.

وهناك أيضًا سمات واضحة يُعرَف بها المحلل الناجح مثل النزاهة والاعتمادية والاهتمام بالتفاصيل والمبادرة والاستعداد للمخاطرة من أجل تحقيق الأرباح شريطة أن تكون لديه القدرة على إدارة المخاطر واستشعار المستوى المقبول للمخاطرة بالنسبة لعملائه.

إن التحليل المالي مهنة تتسم بسرعة النمو والتطور والتحديث المستمر والتنافسية العالية. ولا شك أن الإلمام الدقيق والشامل للمجال المختار بشأن المستوى الاقتصادي الكلي والجزئي يعزز من فرص المحلل في التقدم في مجال تخصصه. ومن أجل الاحتفاظ بالقمة في مجال عملهم يعتمد جميع المحللين تقريبًا على الصحف الإقتصادية الشهيرة مثل “وول ستريت جورنال” و “فاينانشيال تايمز” و “الإيكونوميست”، فضلاً عن وسائل الإعلام الإلكترونية المختلفة.

ما هو مكان عمل المحلل المالي؟

عادةً ما تتسم مهنة التحليل المالي بطبيعة العمل المكتبي، بيد أن بعض المحللين يسافرون إلى مستثمريهم المحتملين ويعاينون الاستثمارات المحتملة من أجل إجراء تقييمات عملية تعينهم على التحديد الدقيق لقيمة الاستثمارات والمخاطرة المحتملة لكل منها. وتوظف المؤسسات المالية وشركات التأمين معظم المحللين، وتوجد عادةً في في المراكز المالية الكائنة في أمريكا الشمالية وجميع أنحاء العالم.

ما هي مجالات القطاع المالي المختلفة التي يمكن للمحل المالي أن يعمل بها؟

بالإضافة إلى العمل المكتبي للمحللين الماليين، ثمة مجالات أخرى في القطاع المالي يمكن أن يعمل بها المحلل المالي والتي يمكن أن تتسم بالتنوع وتعدد الأوجه. على الرغم من أن الخدمات المصرفية الإستثمارية هي المجال المألوف عادةً للمحللين الماليين، فإن بعض المحللين الماليين يفضلون العمل في شركات ومؤسسات لا تعتمد بالكامل على الاستثمار. وقد تشارك هذه الشركات في أي أنشطة تجارية. ويقوم المحللون الماليون العاملون في هذه الشركات بإدارة المحافظ المالية والعمل كمستشارين. على سبيل المثال، قد يديرون الميزانيات ويقدمون التوصيات بشأن الوضع المالي للشركة. ومع ذلك، إذا رأى المحللون الماليون فرصة محتملة للاستثمار أو التوسع للشركة، فإنه يقدم التوصيات اللازمة للموظفين المختصين والمكلفين بتنفيذ التوسع أو الاستثمار المناسب. لذلك السبب يعتبر المحللون الماليون ثروة لا تقدر بثمن بالنسبة إلى الشركات والمؤسسات، ولذلك أيضًا يُعد المحلل المالي فردًا مهمًا وذا هيبة في الشركة.

أين يعيش المحلل المالي عادةً؟

يمكن تحديد الموقع الجغرافي الذي يعيش ويعمل فيه المحلل المالي اعتمادًا على مجال تخصصه. وعادةً ما تقع الشركات والمؤسسات في المدن الكبرى في العالم وعادةً ما تكون لها فروع أخرى مختلف الدول ما يتيح الفرصة للسفر. وغالبًا ما تقع شركات الاستثمار والمصارف الكبرى وشركات الوساطة في المناطق المالية الرئيسية التابعة للمدن الكبرى. وهناك بعض المدن الرئيسية التي يمكن للمحلل المالي أن يقدم خدماته في مجال الاستثمار مثل نيويورك ولندن وهونج كونج وسنغافورة.

من هو المحلل المالي المعتمد؟

المحلل المالي المعتمد هو شخص اجتاز مجموعة من الاختبارات المكثفة وحصل على الاعتماد من معهد المحللين الماليين المعتمدين CFA بالولايات المتحدة. وفي حالة الحصول على لقب محلل مالي معتمد، فإن فرصة الحصول على وظيفة مرموقة في إحدى شركات الاستمثار الكبرى تصبح كبيرة للغاية. ومن أجل الحصول على هذا الاعتماد ينبغي للمحلل المالي أن يكون قد عمل في مجال التحليل المالي لمدة أربع سنوات على الأقل، وعليه أن يجتاز ثلاثة اختبارات تبلغ مدتها ست ساعات بالغة الصعوبة حتى بالنسبة إلى المتمرسين من ذوي الخبرة والدراية الفنية. وإذا كان المرشح ناجحًا، يمكن أن تكون المكافآة مجزية وهي منح أعلى تقدير لأي محلل مالي يجتاز هذه الاختبارات وفقًا لمؤشر النجاح الذي حدده معهد المحللين الماليين المعتمدين. ووفقًا لموقعه الإلكتروني، يحدد معهد المحللين الماليين المعتمدين معايير التفوق في المجال والتي تعد حقيقة بديهية في مجال التحليل المالي.

ما هي مزايا مهنة التحليل المالي؟

بناءً على وجهة نظرك، يمكن أن تكون هذه المهنة ممتعة ومجزية وقد تكون شاقة ومرهقة. لا شك أنها مهنة ممتعة لكل شخص مولع بإدارة المخاطر والأرقام والخوارزميات ولديه شغف ببيئة سريعة التطور. وبالرغم من ذلك، يجب عليك أيضًا أن تتحلى بمزيد من العزم والإصرار على تحقيق النجاح حتى وإن امتلكت الشغف بكل هذه الأمور المذكورة. وجدير بالذكر أن دور المحلل المالي لا يقتصر على التعامل مع الأرقام والمخططات والإحصائيات فقط، بل عليه أيضًا امتلاك مهارات التواصل بشكل ممتاز مع الأشخاص الآخرين. فبالرغم من أهمية القدرة على التفكير بشكل ثاقب بشأن الميزانيات والأمور المالية في هذا المجال، فإن التمتع بالقدرة على التواصل السلس يُعَد أمر بارزًا أيضًا. وفي النهاية يجب الإشارة إلى أن العائد المادي لهذه المهنة كبير ومغرٍ للغاية، إلا أن هذا الأمر لا ينبغي أن يكون الدافع الرئيسي للخوض في هذا المجال. إن الإحساس بالرضا سوف يأتي للمحلل المالي، الساعي لمهنة دائمة، من الانغماس في التفكير النقدي في كل يوم عمل وإجراء التحليلات التفصيلية باستمرار.