دليل تداول العملات الرقمية
1. العملات الرقمية: أساسيات يجب معرفتها في جداول الأسعار
2. إدارة المخاطر: الاستراتيجية الناجحة في عمليات التداول بالعملات الرقمية
3. مراجعة للمتوسط المتحرك ومؤشر بولينجر باند ومؤشر ماكد
4. المرجع لمستويات الدعم والمقاومة في التداول
5. العملات الرقمية: مراجعة شاملة لمؤشر الوتد والعلم في التداول
كثيراً ما يبحث المتداولين والمستثمرين في العملات الرقمية على أفضل الأدوات والمؤشرات الفنية التحليلية للأسعار، وفهم أشكال الرسم البياني التي تساعدهم في عملية التداول، ووفقاً للإشارات الفنية والتحليلات التي تظهر في أشكال الرسم البياني التي يتابعها المتداول أو المستثمر بشكل مستمر، يصبح قادراً على التنبؤ بحالة السوق، سواء كان ذلك في عمليات البيع أو عمليات الشراء، مراقبة المتداولين أو المستثمرين لإشارات الصعود والهبوط داخل أشكال الرسم البياني تمنحهم فرصة أكبر لزيادة مكاسبهم المالية وتحقيق أهدافهم المنشودة، فكلما كان المتداولين أو المستثمرين على دراية كاملة بالنماذج والمؤشرات المحددة للأسعار وتحركات السوق واتجاهات السعر صعوداً وهبوطاً، كلما كانت فرص ربحهم واغتنامهم للصفقات أكبر وأسرع من غيرهم.
وما تجدر الإشارة إليه هنا، أن هناك العديد من أشكال الرسم البياني المختلفة والتي تحتاج من المتداول أوالمستثمر أن يكونوا على معرفة جيدة بكل جديد في عالم العملات الرقمية المشفرة، وعادة ما تشير هذه النماذج إلى حالات التقلب التي تعيشها الأسواق، وحالات الاختراق التي تحدث من وقت لأخر، ويمكن تصنيف النماذج إلى “وتد” أو “علم” أو ” وتد تصاعدي أو تنازلي” أو “مثلث صاعد أو هابط” وغيرها، وكثيراً ما تظهر أشكال مختلفة أو مزيج متنوع من تلك النماذج على نوافذ الرسم البياني.
وحتى لا تختلط الأمور على المتداولين والمستثمرين في العملات الرقمية، سنتطرق في مقالنا هذا للحديث عن أهم النماذج الشائعة في عالم التداول بالعملات الرقمية بشكل مفصل، ومنها: نموذج الوتد (Wedges)، ونموذج العلم (Flag)، ونموذج المثلث (triangle).
نموذج الوتد (Wedge)
يُعد نموذج الوتد من أهم النماذج المستخدمة في عمليات التداول، وهو أحد النماذج المنعكسة التي تظهر بشكل مرئي على نوافذ الرسم البياني والتي تحمل دلالات لحدوث تغييرات في الاتجاهات، وأكثر ما يميز هذا النموذج هو سهولة استخدامه واكتشافه، مما يسهل من عمليات التداول.
يوجد نوعان من نموذج الوتد، وهم كالتالي:
نموذج الوتد الهابط
يظهر نموذج الوتد الهابط على نوافذ الرسم البياني بشكل مرئي، ويكون غالباً في نهاية المنحنى الصاعد، وفي هذه الحالة نجد أن السعر يتحرك في داخل النموذج بشكل ضيق ويميل للاتجاه التصاعدي ولكن ببطء وبشكل محدود.
يتم تأكيد نموذج الوتد الهابط عند حدوث عملية اختراق في مستوى الدعم، ويكون النموذج فاشلاً في حال حدوث عملية اختراق لمستوى المقاومة لهذا النموذج، ويهدف استخدام هذا النموذج لقياس أطول مسافة بين طرفيه، أي المسافة بين مستوى الدعم ومستوى المقاومة أثناء تشكله.
نموذج الوتد الصاعد
على عكس نموذج الوتد الهابط نجد أن نموذج الوتد الصاعد الظاهر بشكل مرئي على نوافذ الرسم البياني دائماً في نهاية المنحنى الهابط، وهنا نجد أن السعر يتحرك داخل النموذج باتجاه هبوطي وبشكل بطيء وفي نطاق ضيق.
يتم تأكيد اكتمال نموذج الوتد الصاعد عندما تحدث عملية اختراق في مستوى مقاومة الدعم، ويكون النموذج فاشلاً في حال حدوث كسر في مستويات الدعم، والهدف من استخدام نموذج الوتد الصاعد هو قياس أطول مسافة بين مستويات الدعم والمقاومة أثناء تشكله.
ما هي خصائص نموذج الوتد؟
يعتبر نموذج الوتد من أهم النماذج المستخدمة في الرسومات البيانية، ومن خصائصه ما يلي:
- يعطي نموذج الوتد إشارات لوجود حالات انعكاس على الاتجاهات، أو حدوث حالات تصحيح.
- كلما زادت فترة تكوين النموذج وكان الإطار الزمني لتكوينه أطول، كلما كانت حالات الاختراق الناجمة ذات تأثير قوي.
- كثيراً ما تنحصر حركة الأسعار في نهاية النموذج، وذلك لأنه يبدأ التكوين بشكل واسع ومن ثم تسير حركة الأسعار في إطار ضيق.
- تشير حدود النموذج إلى مستويات من الدعم والمقاومة، وعند وصول السعر لتلك الحدود تحدث حالات ارتداد في الأسعار والاتجاهات.
نموذج علم الثور
لا يقل نموذج علم الثور أهمية عن النماذج الأخرى المستخدمة بشكل شائع في الأسواق الرقمية المشفرة، ويستخدم هذا النموذج من أجل مساعدة المتداولين في معرفة أسعار السوق، ويُصنف على أنه من أكثر النماذج التي تعطي إشارات لاستمرار الأسعار في الاتجاه الصاعد بشكل موثوق، وغالباً ما يعمل هذا النموذج عند حدوث حالات ارتفاع كبيرة للأسعار في أسواق البورصة الرقمية.
نموذج المثلث
يمكن لنماذج المثلثات أن تكون في اتجاه صاعد أو اتجاه هابط وفقاً للشكل الظاهر على نافذة الرسم البياني، ولكن ما هو المقصود بنموذج المثلث الصاعد والهابط وما الفرق بينهم؟
نموذج المثلث الصاعد
يعتبر هذا النوع من النماذج الاستمرارية، وهو أحد أشكال نماذج المثلثات المتماثلة، وأكثر ما يميزه نموذج المثلث الصاعد هو أن الجزء العلوي للمثلث يأخذ الشكل الأفقي ويشبه تماماً اتجاهات مستوى المقاومة، ويمر نموذج المثلث الصاعد بعد مراحل، منها:
- وجود حالات متباينة من المشترين والبائعين، فالمشترين يحاولون دفع السعر للاتجاه العلوي، بينما يحاول البائعين دفع السعر للاتجاه السفلي.
- غالباً ما يشير هذا النموذج إلى أن قاع السعر في حالة تصاعدية، وتكون قمم النموذج في مستوى عال متسق.
- في حال حدوث اختراق في مستويات القمم، يكون اتجاه السعر في حال صاعدة.
يستفيد المتداولين من هذا النموذج عادة عندما تحدث حالات اختراق في قمم النموذج، مما يساعدهم ذلك في عمليات الشراء، ويهدف هذا النموذج إلى تحديد قياس ارتفاع المثلث بدءً من القاع وبداية تكونه وصولاً للقمة، فضلاً عن قياس المسافة من نقطة الاختراق، وما تجدر الإشارة إليه هنا، أنه في بعض الأحيان يكون شكل نموذج المثلث الصاعد اتجاهاً هابطاً معكوس الاتجاه.
نموذج المثلث الهابط
على غرار نموذج المثلث الصاعد، نجد أن نموذج المثلث الهابط مختلف عنه فقط في أن الشكل السفلي للمثلث يكون أفقياً، ويشبه تماماً نقاط الدعم لحركات الأسعار، ويتكون نموذج المثلث الهابط من عدة مراحل، منها:
- وجود حالات متقابلة بين كل من البائعين والمشترين، فالبائعين يحاولون دفع السعر للاتجاه السفلي، بينما يحاول المشترين دفع السعر للاتجاه العلوي.
- يظهر السعر هنا عندما تكون القمم هابطة، وتأخذ القيعان شكل المستوى الأفقي.
- يكون اتجاه السعر هابطاً عند حدوث اختراق في مستوى القيعان.
يستفيد المتداولين من استخدام نموذج المثلث الهابط عند حدوث حالات اختراق في القيعان، ويهدف هذا النموذج، على عكس النموذج المثلثي الصاعد، إلى قياس ارتفاع المثلث بدءً من القمة التي تشكلت فيه وصولاً إلى القيعان، ومن ثم يتم إعطاء نفس المسافة من القيعان إلى نقطة حدوث الاختراق، وما تجدر الإشارة إليه هنا، أن نموذج المثلث الهابط قد يأتي في الاتجاه الصاعد بعكس الاتجاه.
ختاما: تعتبر النماذج التحليلية من أهم الأدوات التي يستخدمها المتداولين والمستثمرين في عالم العملات الرقمية المشفرة، وتساعدهم في معرفة حركات الأسعار والتنبؤ باتجاهاتها صعوداً وهبوطاً، فضلاً عن معرفة حالات الاختراق وانعكاسات الاتجاهات.