الإستثمار في الذهب خلال الأزمات الإقتصادية

الإستثمار في الذهب خلال الأزمات الإقتصادية

المواضيع الرائجة

يظل الذهب هو مصدر الأمان لأموال من يمتلكه، سواء كان أشخاص أو شركات استثمارية أو حتى دول، فهو المعدن النفيس الذي لا ينحني أمام الأزمات. في الوقت الرهان أصبح الذهب هو الكلمة الأكثر تداولاً في الوسط وخاصة بين المستثمرين، حيث سجل هذا المعدن الأصفر ارتفاعاً قياسياً جديداً منذ بداية عام 2020، حيث لم تتمكن الاحصائيات التنبؤ بأسعاره، خاصة مع حدوث وباء كورونا الذي ضرب كافة دول العالم الذي خلف ورائه معدل تضخم عالي جداً حتى في اقتصاديات أقوى الدول في العالم. فقد أدى إلى حدوث تقلبات شديدة في غالبية مجالات الاستثمار، اللذي بدوره أدى إلى أن المستثمرين لم يجدوا أمامهم مجال للاستثمار أكثر استقراراً من الذهب، حيث يعتبره الكثيرين أنه مجال الاستثمار الأكثر أماناً في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تضرب بقوة على كافة الأصعدة الاستثمارية. قام خبراء موقعنا بإعداد دليل تداول السلع من أجل توفير المعلومات بسهولة.

الاتجاه نحو الذهب في الإستثمار

يصل المستثمرون إلى الذهب من خلال التداول في العقود مقابل الفروقات في أسواق المال (CFD)، حيث يمكنهم شراء الأسهم في الصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs). هذا دون أن يتطلب الأمر شراء أصل المعدن نفسه، مما يجعل الاستثمار في هذا المجال معقول التكلفة لصغار التجار، بل ومربح جداً للشركات والمستثمرين للأفراد بشكل خاص.

حالياً أصبحت صناديق الاستثمار لتداول العقود مقابل الفروقات في الذهب من أكثر أدوات الاستثمار تفضيلاً لكثير من المستثمرين، حيث أن حجم الاستثمار في الصناديق المتداولة من سبائك الذهب أرتفع لقيمة 50 مليار دولار خلال عام 2020. وفي هذ الصدد صرح كبير خبراء الذهب في بورصة ستيت ستريت جلوبال أدفايزورز (جورج ميلينج): “من المؤكد أن حجم الطلب المتزايد على الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة الخاصة بالذهب، سيؤدي إلى أن الاتجاه سيكون لهذا المعدن النفيس في الوقت الراهن”. في الوقت الذي أدت فيه الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا من تباعد اجتماعي وإغلاق في بداية العام، إلى تباطؤ في حركة أسعار الذهب، مما جعل بنك إنجلترا الرئيسي لم يتمكن إلا بصعوبة في مجاراة حجم الطلب في صناديق الاستثمار الخاصة بمعدن الذهب.

الذهب يتألق مع أسهم التكنولوجيا الأمريكية

ونظراً لارتفاع أسعار الذهب في الفترة الماضية، أصبح واحد من ضمن المعادن المتداولة في سوق بورصة التكنولوجيا الأمريكية، والتي تعتبر من أكثر الأسواق العالمية إقبالاً من المتداولين. حيث أرتفع سعر الذهب منذ بداية العام الحالي حتى وقتنا هذا لمستويات قياسية بنسبة 36%، وبنسبة 40% عن سعره في شهر مارس، مما أدى إلى ارتفاع حجم الاستثمار به في شهر مايو الماضي إلى 194 مليار دولار، بزيادة عن شهر يونيو بنسبة 24%.

أسهم بورصة SPDR كانت هى أكثر صناديق الاستثمار المتداولة نشاطاً من حيث الاقبال على تداول الذهب، والتي بلغ حجم الأصول بها إلى ما يزيد عن ثلاثة مليارات دولار، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأصول إلى 100 مليار بانتهاء عام 2020 وفق توقعات خبراء سوق المال. فيما واصلت صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالذهب النمو وتسجيل نجاحات حقيقية بسبب هذه الارتفاعات، حيث سجل صندوق شركة GDJX لتداول مقابل الفروقات في هذا العام نمو بنسبة 46%، بينما سجل صندوق GDX نمو أقل قليلاً بنسبة 45% خلال عام 2020.

هناك أيضاً سبب ربما كان له تأثير بشكل كبير في ارتفاع أسعار الذهب، وهو قيام شركة Berkshire Hathaway في الربع الثاني من عام 2020 بشراء أسهم بقيمة 562 مليون دولار من أسهم شركة Barrick Gold.

فيما صرح كبير خبراء الاستثمار ومدير الأبحاث في كلاً من صناديق استثمار ETF Database و ETF Trendsالخبير (Dave Nadig)، أن الارتفاعات الأخيرة في أسعار الذهب، جعلت عمال التنجيم الصغار يقومن بأعمال متزايدة في مناجم الذهب، من أجل اقتناص الفرصة لتحقيق مناصب أعلى وأرباح أكبر. لا أحد ينكر أن الاستثمار في معدن الذهب يعتبر من أكثر الاستثمارات نجاحاً، فهو المعدن الذي يعتبر من أكثر الأصول أمان.

مستقبل مزدهر للاستثمار في الذهب

ويرى خبراء أسواق المال، أنه في ظل الارتفاعات الكبيرة التي سجلها سعر الذهب، من المتوقع أن مستقبل الاستثمار في هذا المعدن النفيس مزدهر، وهذا بسبب عدم وضوح الرؤية في الناحية السياسية والاقتصادية وغيرها. فهذا بشكل منطقي يعتبر دافع قوي لمواصلة الاستثمار من قبل الأفراد والمؤسسات، فهو الأداة الأكثر استقراراً، علاوة على أن تكلفة التداول به منخفضة لحداٍ ما، وهذا أيضاً يعتبر من أهم الأسباب التي تدفع المستثمرون إلى التداول بهذا المعدن النفيس.

طرق الاستثمار في الذهب

علاوة على الإستثمار في العملة الرقمية بيتكوين­، نرى أن التداول في الذهب هو من أكثر أدوات الاستثمار شعبية بين المستثمرين، سواء كان أفراد أو شركات، هذا من أجل تأمين استثماراتهم وتنويع المخاطر كأداة للتحوط ضد انخفاض أسعار العملات. فهناك العديد من الطرق التي يمكن الاستثمار فيها مثل:

  1. شراء سبائك الذهب: يمكن للمستثمرين شراء سبائك ذهبية أو عملات الذهب أو المجوهرات، حيث يبحث المستثمرون عن أفراد يرغبون في بيع المدخرات الذهبية التي يملكونها، وتخزين هذه الأصول حتى تتوفر فرص أفضل للبيع مرة أخرى.
  2. الاستثمار في الذهب عبر أداة العقود الآجلة: تداول الأسهم (السلع) في الذهب من أكثر الأدوات التي تحظى بشعبة كبيرة بين المتداولين في أسواق المال العالمية مثل بورصة شيكاغو. يمكن للمستثمر عبر العقود الآجلة، وهى أحد أدوات الاستثمار الشهيرة، فيها عقد صفقة بين البائع والمشتري على شراء سلعة ما مثل الذهب، وبيعها في المستقبل بحسب تاريخ محدد، ويحقق المستثمر ربح من فرق السعر. ولكن هذا النوع من الاستثمار في الذهب يعتبر عالي التكلفة ويحتاج رأس مال كبير.
  3. الاستثمار في الذهب من خلال العقود مقابل الفروقات: من خلال أداة العقود مقابل الفروقات يمكن للمستثمرين تحقيق أرباح من خلال عقد صفقات في الذهب، حيث يمكن الشراء أو البيع بدون الحاجة لامتلاك الأصل منه، مع الاستفادة من وجود الرافعة المالية. أيضاً يمكن للمستثمر الاستفادة من كل أحوال السوق، سواء سجل سعر الذهب ارتفاعاً أو هبوطاً، كما يمكنه الاحتفاظ بالصفقة للوقت الذي يراه مناسب بحيث يمكنه تحقيق نسبة ربح.

وفي الأخير؛ كما رأينا من خلال دليل تداول السلع يعتبر الذهب المخزون الاستراتيجي الذي يحافظ على قيمته مهما كانت التقلبات، ولا سيما مع تفشي جائحة كورونا، بل ارتفعت قيمته حتى أن صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب التي توفر أدوات عديدة مثل العقود مقابل الفروقات وتداول السلع أصبحت في الصدارة.

اشترك في نشرة أراب فاينانشيال الإخبارية -أفضل طريقة لمواكبة آخر اخبار العملات الرقمية، الاقتصاد، الفوركس ومجالات اخرى عديدة من عالم الماليات.

لا توجد رسائل بريد إلكتروني مزعجة على اراب فاينانشيال.